جار التوجيه في 3 ثانية

© Image Copyrights Title

جناح تكتل القوى الديمقراطية المعارض يؤسس حزبا جديدا

لا يختلف اثنان على الدور البارز الذي اضطلع به حزب تكتل القوى الديمقراطية قيادة ومناضلين، طيلة المسار الديمقراطي في بلادنا، ولا على مكاننه الكبيرة في قلوب الناس، وليس خافيا على ذي عقل أن التخلي أو الابتعاد عن هذا الحزب العريق لم يكن خيارًا يسيرًا، ولا قرارًا نابعًا من رغبة في القطيعة، بل هو صفحة مؤلمة من مسيرة نضال طويلة، اضطررنا لطيّها حفاظًا على ما تبقّى من روح المبدأ ونقاء الانتماء. مكرهٌ أخاك لا بطل.

لقد عشنا في صفوف حزب تكتل القوى الديمقراطية، ومن قبله اتحاد القوى الديمقراطية – عهد جديد، على مدى عقود من الزمن، نحمل الهمَّ الوطني ونؤمن بقيم العدالة والمساواة، ونناضل من أجل ديمقراطيةٍ تشاركيةٍ لا تُقصي أحدًا ولا تُهمّش أي فئةٍ من أبناء الوطن مهما اختلفت ألوانهم وثقافاتهم.
رفعنا شعارات جريئة في وجه كل الأنظمة، ووقفنا مع المظلومين، وطالبنا بالشفافية ومحاسبة الفاسدين، مؤمنين بأن الوطن لا يُبنى إلا على العدل والنزاهة.

دفعنا ثمن مواقفنا إقصاءً وتهميشًا وسجنًا وتشويهًا، لكننا لم ننحنِ، لأننا أبناء مدرسة الوفاء والصمود، تربّينا فيها على أن الطريق إلى الإصلاح طويل لكنه لا يُقطَع إلا بثباتٍ وإخلاص، وأن السياسة يمكن أن تكون راقية كالفن، نبيلة كالإيمان، وأن الاختلاف لا يُفسد الودّ إن جمعنا حبّ الوطن.

لقد نهلنا من معين تلك المدرسة معية رجال ونساء أوفياء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، المدرسة التي زرعت فينا حب موريتانيا، وعلمتنا أن المبدأ فوق المصلحة، وأن الكلمة الصادقة لا تموت وإن خُنقت.

كنا وما زلنا جيل الحرية وأصحاب الذوق الراقي، نحمل في داخلنا طموحًا كبيرًا لموريتانيا، لموريتانيا العدل والمساواة والكرامة، موريتانيا التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، ويحكمها القانون لا الهوى.
ومع مرور السنين، وجدنا أنفسنا أمام واقعٍ غريب عن تاريخ الحزب ومبادئه، حيث سعى بعض اصحاب المطامع إلى تغيير خطه الوطني، والارتماء به في أحضان النظام ابتغاء لمزايا وإكراميات زائلة.

حاولنا بكل صدق ومسؤولية إصلاح المسار، وفتحنا الأبواب للحوار، لكننا كنا نُقابل بالصدّ ، لأننا رفضنا التفريط في المبادئ أو المساومة على تاريخٍ نقيٍّ صنعناه بالعرق والتضحيات.

لقد وقف في هذا التوجه أكثر من ثلثي المكتب التنفيذي، وكل رؤساء الأقسام والفيدراليات، وحشود المناضلين الأوفياء الذين أدركوا أن التكتل الحقيقي هو من بقي متمسكًا بالقيم  وبالرسالة .

ورغم كل ما بذلناه من جهدٍ ومساعٍ مخلصة، فقد تمادى خصوم الإصلاح في غيّهم،  لتصل الأزمة إلى مسارٍ قضائيٍّ لم يكن منصفًا لنا ولا منسجمًا مع الحقيقة، بعد أن شابته تدخلات واضحة من جهاتٍ مؤثرة انعكست على القرار المنتظر، لتغدو العدالة نفسها ضحية من ضحايا الانحراف عن المسار الديمقراطي.

ومع انسداد الأفق، كان لا بد من خطوةٍ تحفظ الذاكرة وتُجدد الأمل، خطوةٍ تُعيد للسياسة معناها النبيل وروحها الوطنية.

وانطلاقًا من ذلك، وبعد سنتين من الصبر والتقييم والمراجعة، وإدراكا منا لخطورة غياب الأحزاب المعارضة الجادة عن الساحة، قررنا أن نُواصل المشعل تحت راية جديدة، رايةٍ وُلِدت من رحم الوفاء والصمود والمبدئية، فكان ميلاد حزب اتحاد قوى التغيير (اتحاد)، الذي انعقد مؤتمره التأسيسي يوم السبت 18 أكتوبر 2025 بفندق موري سانتر.
إننا في حزب اتحاد قوى التغيير (اتحاد):
-  نعبّر عن امتناننا العميق لكل المناضلين والمناصرين الذين ساندونا في كل محطات هذا المسار، وندعوهم وكافة القوى الطامحة للتغيير، إلى الانخراط بقوة في هذا المشروع الجديد، الذي نأمل أن يشكل إضافة نوعية ودفعا لعجلة النضال الديمقراطي السلمي في بلادنا؛
- نؤكد  عزمنا الثابت على مواصلة الطريق الذي بدأناه قبل عقود نحو بناء دولةٍ عادلةٍ تسع الجميع، إيمانًا منا بأن الأرض يرثها عباده الصالحون.

نواكشوط، الأحد 19 اكتوبر 2025
عن الجمعية التأسيسية لحزب اتحاد قوى التغيبر الرئيس المختار ولد الشيخ

  • 0
  • 0
or

For faster login or register use your social account.

Connect with Facebook