جار التوجيه في 3 ثانية

© Image Copyrights Title

من بلد المليون شاعر إلى شعب المليون ممثل

من بلد المليون شاعر أصبحنا شعب المليون ممثل.

بعد عهد اللامبالين جاء زمن المزوّرين.

شعبٌ صنّاعُ الرأي فيه هم من تعرفون — انظروا حولكم.

جهلةٌ يروون القصص،

وأميّون “يتفلسفون”،

ومجرمون سابقون،

ومهرّجون عموميون،

ومتبجّحون كبار.

في أي بلد نحن؟

 

وزراء يستشيرون المارة،

ومدّعو الصحافة والمدوّنون يبتزّون الجمهورية،

ويأخذون نصيبًا من الغنيمة، فقط لأنّ “الجبان لا يمكن للغابة أن تخفيه”.

تمامًا كما في أفلام الويسترن: تقاسم الغنائم!

جمهورية موز حقيقية.

 

راقصون رسميون تحولوا إلى رجال أعمال،

وسماسرة شهيرون عادوا نخبًا نافذة،

ومنفيّون فاشلون نصّبوا أنفسهم محلّلين لا يُمسّون وصحفيين استقصائيين يُخشون.

في أي بلد نحن؟

 

بلد الممثلين،

حيث الكومبارس ينثرون تفاهاتٍ عرضية (شكرًا على التوكيد البلاغي).

 

رئيس الجمهورية يُخرج ابنه من مدرسةٍ خاصة ليدخله مدرسةً عمومية في لكصر.

وماذا بعد؟

وزيرة التعليم تُسجّل أبناءها في مدرسة عمومية. طيّب، ثم ماذا؟

ولد جاي بقميصٍ خفيف (عادي، الحرّ شديد)، يتبعه موكب من الوزراء والوالي والمديرين يتفقّدون بعض المدارس.

مدير مدرسة ببدلة وربطة عنق.

مقاول لا يفكر إلا في “لقمة عيشه”.

وليّ تلميذ مختار بعناية.

صنبور ماء على طريق الوزير.

قسمٌ مجهّز بطاولات ومصابيح تعمل!

 

يا لها من مسرحية!

فرقة من الممثلين،

كلٌّ يؤدي دوره كما في عرضٍ مسرحي أو على شاشة سينما.

 

هناك التلفزيون الوطني، وهناك الإذاعة، وهناك الوكالة الموريتانية للأنباء…

صوّروا، سجّلوا، اكتبوا!

 

ستُقام طرق دائرية،

وستُصدَّر الطاقة،

وسيُنتَج الهيدروجين الأخضر،

وجسور في كل نواكشوط،

وتعليمٌ رقمي،

وجنّةٌ ورفاه للجميع.

 

ثم يُسدل الستار…

صفّقوا!

تحي

  • 0
  • 0
or

For faster login or register use your social account.

Connect with Facebook